الدولار الأمريكي يرتفع بعد تقرير الوظائف غير الزراعية الأفضل من المتوقع، والتوقعات تشير إلى مزيد من القوة
أظهر تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) لشهر ديسمبر نتائج أفضل من المتوقع، مما يعكس القوة المستمرة في سوق العمل الأمريكي. حيث ارتفع عدد الوظائف المضافة في ديسمبر إلى 256,000، متجاوزًا بكثير التوقعات التي كانت تشير إلى 160,000 وظيفة. كما تراجع معدل البطالة إلى 4.1%، منخفضًا عن 4.2% في الشهر السابق، مما يعزز أكثر من قوة سوق العمل.
تزامنًا مع ذلك، شهدت الأجور تراجعًا طفيفًا في التضخم السنوي، حيث سجلت 3.9%، مما قلل من احتمالية خفض أسعار الفائدة الفورية من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وقد أشار المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي إلى أن الحاجة إلى مزيد من الخفض في الأسعار أصبحت أقل إلحاحًا، خاصةً في ظل انخفاض القلق بشأن الركود في سوق العمل.
نتيجة لذلك، شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا، مدعومًا بالطلب المتزايد بسبب قوة سوق العمل والمخاوف المستمرة من التضخم. ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، ليصل إلى مستويات لم يشهدها منذ نوفمبر 2022، حيث اقترب من 110.00. وتظهر المؤشرات الفنية أن المؤشر يقترب من مناطق التشبع الشرائي، لكن البيانات الاقتصادية القوية وتوقعات خفض الفائدة المحدودة تشير إلى أن الاتجاه الصعودي قد يستمر في المدى القصير.
فيما يتعلق بتوقعات السوق، فإن الأنظار تتجه الآن إلى نهج الاحتياطي الفيدرالي فيما يخص خفض أسعار الفائدة، مع تغير التوقعات نحو تبني سياسة أكثر حذرًا وخفض تدريجي في الفائدة في عام 2025 إذا بدأ التضخم في التراجع. ومع ذلك، ساعدت بيانات العمل القوية الدولار الأمريكي في الاحتفاظ بمكاسبه، مما يعزز جاذبيته عبر معظم الأزواج الرئيسية للعملات.
أما فيما يخص التحليل الفني لمؤشر الدولار الأمريكي، فقد أظهر المؤشر اختراقًا قويًا للمستوى المقاوم السابق، مما يعكس استمرار الزخم الصعودي، لكن أي تراجعات محتملة قد تجد دعمًا في نطاق 108.50-109.00. في النهاية، يعتمد أداء الدولار الأمريكي الآن على التطورات القادمة في التضخم والسياسات المالية والمشهد الاقتصادي بشكل عام، مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في تحركات السوق في الأشهر القادمة.