تصاعد الضغوط على جاستن ترودو للتنحي وسط أزمات سياسية واقتصادية في كندا
تصاعد الضغوط على رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو للتنحي وسط تحديات سياسية واقتصادية
يواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ضغوطًا متزايدة من داخل حزبه للتنحي عن منصبه، وسط تكهنات متزايدة تسبق اجتماعًا مهمًا للحزب الليبرالي هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يُدلي ترودو ببيان من العاصمة أوتاوا في الساعة 10:45 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين، مما زاد من الغموض بشأن مستقبله السياسي.
تشير التقارير إلى أن ترودو استغل فترة العطلات للتفكير في مستقبله في ظل تصاعد الاستياء داخل صفوف حزبه. ورغم عدم صدور أي تأكيد رسمي، تفيد مصادر بأن رئيس الوزراء قد يعلن استقالته قبل اجتماع الكتلة البرلمانية للحزب يوم الأربعاء. وحتى الآن، لم ترد مكتبه على طلبات التعليق.
تحديات القيادة وتراجع الشعبية
إذا قرر ترودو الاستقالة، فسيكون ذلك نهاية لعهد شهد في الآونة الأخيرة تراجعًا في شعبيته وزيادة الانتقادات لإدارته. تواجه حكومته تحديات متزايدة بسبب التباطؤ الاقتصادي، واستياء الجمهور من السياسات التقدمية، وعدم الرضا عن مبادرات المناخ، بالإضافة إلى القلق المتزايد بشأن سياسات الهجرة. وقد شهدت شعبية الحزب الليبرالي انخفاضًا حادًا، ما جعل حزب المحافظين يتقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي، مما يضع الحزب في موقف ضعيف قبل الانتخابات المقبلة.
عدم استقرار سياسي واقتصادي
في الشهر الماضي، تلقت حكومة ترودو ضربة قوية عندما أعلن الحزب الديمقراطي الجديد سحب دعمه للحكومة. وجاء هذا التطور بعد استقالة وزيرة المالية كريستيا فريلاند بسبب خلافات حول السياسات المالية وتعامل الحكومة مع احتمال نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة. وقد زادت استقالة فريلاند من الانتقادات الموجهة إلى ترودو، لا سيما مع استعداد كندا لمواجهة تداعيات اقتصادية محتملة ناجمة عن الرسوم الجمركية التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الواردات الكندية.
السخط الشعبي وتداعياته
انخفضت نسبة التأييد لترودو إلى حوالي 20%، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الليبرالي يتأخر عن حزب المحافظين بفارق يزيد عن 20 نقطة مئوية. ويرى الجمهور أن سياسات حكومته مسؤولة عن ارتفاع تكاليف المعيشة وأزمة الإسكان المتفاقمة.
وفي هذا السياق، صرّح تييري ويزمان، الخبير الاستراتيجي في ماكواري: "يبدو أن تشكيل حكومة يقودها المحافظون بات احتمالًا أقرب، ما قد يشير إلى توقعات بنمو هيكلي أقوى لكندا بعد الانتخابات. ويبدو أن هذه التوقعات بدأت تؤثر على ديناميكيات تداول الدولار الكندي بالفعل."
مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل ترودو، من المتوقع أن تحدد الأيام القادمة ملامح المشهد السياسي في كندا وتأثيراته الكبيرة على الاقتصاد ومكانة البلاد على الساحة العالمية.